Saturday, June 11, 2011

أزمة رمز


حين تبدأ قصة جديدة فى الخروج للسطح لتتعامل مع الأحداث يزداد الصراع بينها وبين الواقع ومن ثم تتحول كل الأشياء فى تلك القصة لرموز كل رمز يشير إلى شئ ما يحمل فكرة أو يعبر عن شخص أو يحكى عن مشهد معين ,تتكامل كل رموز القصة فى النهاية لتخرج حدثا سعيدا او حزين لن يهم كثيرا ولكن المهم هو أن تسجل نهاية حتى وإن كانت نهاية مفتوحة,

ربما ينطبق هذا مع قصة نكتبها لفيلم او رواية ,ننسجها لمسلسل أو حتى قصة حياة شخصا منا يكون رمز لأحداثه ونفسه ,ولكن كل المأساة أن تتحول قصة أمة إلى عدة رموز تبدو جيدة براقة ومن الداخل هى إلى حد ما فارغة من المحتوى التى تأوطرت بداخله

تاريخ الأمة الذى بدأنا بتسجيله الآن,يوما بعد يوما يزداد فى الوصول للذروة مازلنا بعد لم ندرى ماهى تلك النقطة الحرجة التى سينطلق من بعدها ليتحول بشكل أو بآخر من تصارع الأحداث المهم وغير المهم المشوق والعادى إلى أحداث ربما تكون عظيمة وقوية ومؤترة ولكنها بطيئة فى الحركة ,لم نصل بعد لتلك المرحلة لكننا فى مرحلة ذروات متعددة ,نقطة حرجة تتقاطع مع احداث معينة ثم نصل لنقطة حرجة جديدة ,أحداثنا التى تحدث الآن هى قصة مختلفة بقواعد مختلفة لذا ليس من الغريب أن تصبح *القصة ذات النقاط الحرجة*

الفكرة الآن هى كيف لكم ضخم من الأحداث والعمق أن يترمز برموز قليلة وغير مقنعة للجميع إلا لفئة تبدو كثيرة لكنها محال ان تقود لعمل بنائى حقيقى هيكلى للبنية التحتيه للوطن

بداية دعونا نتحدث حول فكرة الرمز وصناعته,نصنع الرمز غالبا فى مجتمعاتنا بشكل عاطفى,العاطفة تسيطر علينا أكثر فمن يستطيع أن يصل بشكل قوى إلى القلوب *حتى وان لم يكن يحمل فكرا وعمقا سياسيا *يحرك راكد ويصنع فارقا, ويؤثر فى الشارع

ولكنه يحركهم لنقاط معينه,ربما يحركهم بكلمات عاطفية لصنع ثورة للخروج للشارع ,فيلتف الناس حوله لن يفكروا مثلما يفكر دقيقى الملاحظة مثلا ,هم فقط سيروا فيه دائما وأبدا وجه نجاحتهم وجه مذاق الحرية وجه العدل,لن يلتفتوا كثيرا او قليلا هل هو حقا من قاد حركتهم أم حركهم او ساعدهم على ذلك,لن يفكروا هل هو الرمز الذى يمكن أن يرمز للثورة فى المحافل الدولية ويتحدث بإسمهم وعنهم ويملأ الدنيا كلها بالحديث عن آمالهم وطموحاتهم أم لا

يصير رمزا لأنه أصبح وجها مألوفا للسان الثورى ,فيقع فى أزمة هل هو حقا رمزا يستحق أن يتفوه بحديث سيسجله التاريخ أم أن رموز ثورة الوطن مازالت لم تعرف بعد؟!!

الفكرة الآخرى هنا ,إن كان واقعنا العاطفى الذى يسيطر على طريقة تفكير الشارع أدت برموز رائعة ولكنها خاوية إلى حد كبير,هل سنترك التاريخ يسجل خواءا من الرموز الحقيقية التى ستصنع فارقا فى عميق التجربة والتأمل فى جوانبها

أم اننا سنحاول لكسر أيقونة الرموز تلك بإستكشاف حقيقة الأمور وإعادة تفريغ المفاهيم من جديد وإعطاء أنفسنا فرصة أن نصنع رموزا حقيقة أو نبنى الرموز الموجودة

المحاولة لكسر الأيقونة ليست هينة او يسيرة ,المحاولة تحتاج إلى مهمة تغيير قناعة معينة لدينا لدى المجموع هى قناعة أن كل من يفعل شئ بسيط ويلمعه الإعلام فهو الرمز والمفجر والرجل الخارق,

حين نحاول تغيير القناعة تلك سنخرج أنفسنا من دائرة أن تختصر الثورة كلها فى أربعة وجوه إعلامية او اكثر قليلا وأننا سنضع الشعب كله تحت الدراسة فنكتشف أناس يحملون زخما فكريا وزخم من الأحداث تجعلهم يكونوا أبطال أكثر من اى رمزا لمع على الفضائيات

كسر الأيقونة سيجعل الأفكار تتحرر من الشخصنة والتى بدأت تسيطر على التناول الإعلامى للثورة أو سيطرت,وبالتالى سنرى أفكار وأناس وأوجه جديدة ستخرج للنور تحكى وتوثق وتؤرخ التاريخ بفكر وبوعى أكثر وبصورة تبدو وثائقية واعية عميقة أكثر

وإن كان فى وقت من الأوقات كانت تلك الرموز مهمة لتحريك الناس أو دفع الآخرين لصنع الأحداث واستمرارية العمل حتى نجاح الثورة ,فإن المهمة الآن الأكثر أهمية هى خروجنا جميعا من تلك الرموز لوجه آخر للثورة

وجه عميق يستخرج من داخل أروقة عقول الناس الأفكار ويتعمق فى الخروج خارج المألوف والإطار المعروف

فيصنع فارقا فى استغلال ماصنع الرمز بشكل عميق وممنهج حينها نجد انفسنا صنعنا رموزا قوية تحمل وجه الثورة للعامة وحررنا وجوها آخرى تحمل عميق التجربة .وامتزاج كليهما يصب فى بناء الوطن وحفاظ ثورته وتأريخها

فلاكتب التاريخ ستقبل أن يكون حديث التاريخ بلاعمق ولا التاريخ سيسامحنا حين نترك وجوهنا العميقة دون أن نصنع بوجودها فارقا...

ولاء رزق

No comments: