فنجان قهوة لم يشرب بعد,صوت موسيقى بعيدة لكنها فى ذات الوقت مسموعة,كرسيها الهزاز ولحظات تتكرر كل ليلة,
بالقرب من اقلام واوراق وكتب هنا وهناك تجلس ,لاتدرى هل أتستبدت بها لحظات التفكير وتجاوزات الوقت اليومى لجلسة التأمل
,ام الوقت لايمر والزمن لايمضى,صوت حفيف الأشجار بالخارج وأصوات الليل التى لاتعرف لإى الطيور تحديدا يكسبان الجو غموض أكثر,تسرح بخيالها ماذا بالخارج هل أحلام متبعثرة على الطرقات تتخذ من الليل ملاذا لتحبو فى خيلاء دون أن يعترضها احد,
أم مفقودي الضياء الذين لايحبوا إلا أن يكونوا وحدهم ليلا يستمدون النور فقط من قلوبهم,أم وحشة وغربة وصمت,
تدق الساعة الكبيرة فى صالة المنزل دقات عالية تفيق من تلك الغفوة وتنظر لتجدها تجاوزات الثانية بعد منتصف الليل,تمسك بالقلم تداعب الأوراق تنثر فكرة هناوفكرة هناك حلم قريب وآخر بعيد رسومات متشابكة قلب عين وسهم
ثم تضع ابتسامة وتترك القلم معلقا مابين دهاليز أفكارها المنثورة على الوريقات
تضع فى القائمة أغنية لريم بنا,
واعطي نصف عمري للذي يجعل
طفلا باكيا يضحك
واعطي نصفه الثاني
لاحمي زهرة خضراء ان تهلك
وامشي الف عام خلف اغنية
واقطع الف واد, شائك المسلك
واركب كل بحر هائح
عند شواطىء الليلك
تتخيل هل حقا يدفع العمر كى لايبكى طفل صغير وهل الإنسانية أكثر قيمة من عمر الإنسان,هل حقا كان تعبير بنا فى غنوتها الأقرب لقلب إى انسان حقيقى حتى فى مجازيتها
ابتسامة طفل ببرائتها وطهرها أكثر قيمة من عمر كامل,ام ان الذى كتب الأغنية كان يقصد أنه لانستحق الحياة ان تركنا طفولة تتمزق وبراءة تتهدد,هذيان هذيان هذيان هذا ماخاطبت به نفسها ,ماالذى يجعلها تتفلسف على أغنية وصورة وتشبيه ,لربما العقل الذى لايقبل الصمت حين يجب التفكير
,ماالذى يجعلها تتفلسف على أغنية وصورة وتشبيه ,لربما العقل الذى لايقبل الصمت حين يجب التفكير
تتدندن وهى جالسة على الأرض ممتدة رجليها امامها وبجواره فنجان القهوة وقد وصل لمنتصفه,تقول شعرا آلفته الآن عنه,تردده لكى تحفظه فى عقلها روحها وأركان القلب,حتى لاتخسر كلمة واحدة منه
فكثيرا ماتندندن بشعر لاتتذكره بعد خمس دقائق بعدما ينطقه اللسان,وتظل فى محاولات للتذكر وتغزل شعرا جديد,لذا أيقنت ان الكلمات والأبيات لابد أن تسجل فور مجئيها بالخاطر,والأقرب على الداوم الملاحظات فى هاتفها
طريقة جديدة حتى لاتنسى وإن كان إحساس الكلمات لن ينسى حتى وان تبدل الشعر بنثر والنثر بشعر والكلمة بغيرها,يكفى ان الروح التى تجعلها تدندن بما تريد لن تحيد عنها ولن تغيب
ملت الجلوس قامت حيث المكتبة تتفقد أرفف الكتب وتنتظر فجرا جديدا يدق على ستائر الشباك المفتوح على مصرعيه فى احتضان لنسيم الفجر,
تمر بأصابعها على الكتب تتذكر يوم شراء هذا ويوم اقتناء ذاك,نهاية تلك الرواية ومقدمة هذا المجلد,تتذكر آخر رشفة فى فنجان القهوة,تشربها ينطلق المؤذن بصوت كاروع مايكون بآذان الفجر يخرق سكون الليل الهادئ وصمت القلب آيضا
يتساقط ثوب الليل وتلبس الدنيا ثوب الشفق
ومع كل تساقط يتجدد شئ إلا أنك أنت تتجدد دون تساقط
كتبت تلك الجملة على وريقة صغيرة وفقط .....,
ولاء رزق