Sunday, October 24, 2010

آلم من ماضى

حقيبة الذكريات ماضاع منا وماضيعناه وأقتنعنا أن ذهابه هو جزء كان لابد أن يحدث من حياتنا

ماضى أسعد مافيه أصبح أكبر جرح يمر بك,ماضى كلما تذكرت ملامحه لم تجد سوى طعنات تطعنك كخنجر مسموم لا يتحرك فى أواصرك إلا ببطء

ترانيم الماضى البعيدة للغاية والقريبة فى الآلم تتساوى
وفى الجراح تصبح ويكأن ماحدث من عام يشبه أحداث من أعوام
الجرح يتوحد فى عمق الآلم ولكنه يختلف فى المسببات

أن نذكر الماضى بآلمه لايعنى أننى نتمنى لو يعود
حتى وإن كانت كل مقومات هذا الماضى أو بعضها مازالت قيد الوجود المادى
ولكن نحن نتذكر لأن هذه الأحداث كانت جزء من منظومة حياتنا
أضافت لوجودنا الإنسانى شئ ما حتى وإن أخذت معها أجمل مابنا
حتى لو كانت أيام لانتمنى رجعتها
حتى لو كانت أسعد أيام حينها لكنها كانت طعنات متوالية تحملنها لأسباب
جتى لو كان هذا الماضى هو فى مخيلتنا حينها أنه جزء لايتجزأ منا
الآن الآلم أكبر من أن نتمنى عودة ماضينا
لأننا بإختصار حولناه فى عقلنا إلى ماضى
والماضى لايعود
فعل مر وحدث ولن يعود
أشخاصه واحداثة أصبحت قيد دفاترنا المنصرمة
وحتى لو كانت مازالت مقوماته كما ذكرت أعلاه بالحياة
إلا إن ترانيم الآلم تجبرنا على وضع تلك المقومات فى خانة

(ماضى لايعود أبدا)
إذا وجود المقومات لاقيمة لها فى وقتنا هذا
عبثية عودة الماضى
أكبر شئ عبثى بالحياة



آه من قلوبنا التى لاتنسى الآلم ويكأنه أمس
وآه منها حين تحملت وآه منها حين تتذكر الآن
وللآسف تندم

حيث الندم لايفيد مؤكد
لكنه يجعلك تترك لقلبك مرة واحدة فرصة التجدد
فندمك على مضى جزء من وقتك وحياتك بشكل ما يوما ما
يجعلك تتدرك أن لقلبك عليك حق أن تطبب جراحه وتستعيد وجوده الإنسانى نقيا جميلا كما كان

كنت دائما ما اقول
إن القلوب التى تحب بشدة حين تبغض تبغض بشدة
لكن هذه المقولة شطرها فقط ما ثبتت صحته أما الجزء الآخر فمتفاوت المعنى
قد يصبح البغض مجرد بغض مادى أو مجرد بغض لأفعال
لكن لكينونة لا أظن

كنت آيضا أقول
أن طريق قلبى طريق ذهاب لاعودة منه
ومن يخرجون لايدخلون إليه من جديد لأنه سيتوهون فى صحرائه
وصحراء قلبى موغلة ليس بها دليل يرجع الراحلين عن طريق ذو الوجهه الواحدة
وليس بها سوى رمال صفراء متحركة تبتلعهم فيصبحوا قيد الذكريات
ولايذهب لتك الصحراء إلا من استحالوا بأنفسهم وبأيديهم أن يبقوا فى طريق هذا القلب

علمتنى الحياة أن أتقبل صفعات الآلم المتتالية بكل عنفوان وقوة
حتى لو وصل بى الحال إلى أقصى درجات الوجع من كل شئ من حولىى
تعلمت أنى أقوى وأقدر
ولدى مايؤهلنى لذلك

فقط كان هذا طيف مر بى
طيف
آلم من ماضى


دمتم بحب
ولاء

5 comments:

محمد العتر said...

أنت تتحدثين عن الذكريات هنا .
أنا لا أفضل أكثر من الحديث عن الذكريات .

بمرور الوقت تتأكد مقولتي : " كل الأشياء مقتلعة إلا الذكريات " تتأكد وجهة نظر حول الذكريان ؛ أنها الحاجية التي لا تموت أبداً ، أظن أنها أيضاً لا تموت في الآخر حتى أننا إن كنا من أهل الجانب الأيمن فيما بعد السماء السابعة لن ننسى ذكرايتنا في الدنى السفلية .

حديثك يؤكد أن الذكريات لا تمحى بسيئها وحلوها . ولكني أختلف معك في أنك جعلتيها ألم بكل ما تحمله . الذكريات أو " الماضي " كما سيمتيها ليس كلها سيئة أو ألم لمجرد أنها مرت وأننا نتمنى أن تعود مرة أخرى . أحياناً يكون من المناسب للغاية أن تمر الذكريات فقط كي نستعملها كمهدئات في الأوقات التي نحتضر فيها في الحاضر لأننا وقتها نرى أن الماضي كان أفضل . إنها دواء في بعض الأحيان .

المقالة الأدبية هنا تختلف عن كل مرة ، تحمل فكرة أكثر عمقاً . أتلذذ بقراءة أو كتابة الأشياء التي تتمحور حول فكرة عميقة نطرحها برؤيتنا نحن ، ولا نضطر إلى الرجوع إلى قواميس الفكر كي نتأكد من أطروحتنا .

رائع . استمري في هذا المنوال

walaa rizk said...

وانا كل يوم أتأكد من صحة مقولتك يا ماركيز
:)
كل يوم أقول لنفسى كل شئ مقتلع إلا الذكريات

توضيح صغير
أن لا أقصد الماضى كله كل الماضى
أنا أقصد جزء من الماضى
جزء حقا كان به من السعادة ماتحولت لإلم الآن
ربما كان وقتها انا ممتنة لجمال الوقت فيه
لكن الآن تحول لجرح يؤلم

شكرا على تشجعيك
وشكرا على قراءتك لى هنا
:)

Sally said...

فرصة التجدد

Ahmed Abu Elhaz said...

ليست الاوقات الجميلة من الماضى شىء ساذج على العكس ...وقتها كان له قيمته و أهميته...ولكن مع مرور الوقت تختلف حكمنا على المواقف و الافراد

لذا يجب ألا ننظر للماضى أو للزكريات بمنظورنا الحالى

يجب أن نتذكر أيضا موقفنا و فكرنا و مشاعرنا حينها

الزكريات شىء جميل حتى لو مرة
ولكن حين نتزكرها نبتسم إبتسامة فيها من بساطتنا حين عشنا هذه الزكريات

و نقف الان بعد أن دخلنا فى معترك الحياة و العمل نقيم الماضى و الزكريات فنجد ألمها دفعة للمستقبل و

ولا ننسى أبدا تقدير الله عز و جل لحياتنا

فيجب أن نفهم الدرس
و نخطط جيدا
و نعمل جيدا
سنجد الله عونا لنا

ولا ندرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
ويكون هذا الماضى هو سبب سعادتنا غدا

بس

walaa rizk said...

سالى
نعم فرصه للتجدد
:)
نورتى المدونة



م احمد @

لم أصف الماضى بالساذج
أنا قلت أن عودة الماضى هذا
هى عبثية
فقط

لكن مؤكد أننا حين نتذكر ما مضى من أوقتنا
ان كان حلو نبتسم وان كان مر سنبتسم ابتسامة مختلفة
على اننا مازالنا نحيى وتحملنا وقتها مر هذا الماضى


وآحيانا برغم سعادتنا به وقتها

ولكن نعم لن أقف ابدا على اعتاب الماضى
كونى وصفته بكلمة ماضى هذا يعنى أنه أصبح قيد الذكريات
مع كثير من أحداث مضت اتعلم منها واستكمل حياتى فقط


الساذجة حقا أن يجعل انسان نفسه أسيرة لماضى ذاهب